الحمل

تابعنا على شبكاتنا الإجتماعية

قصة فتاة تخجل من أمها الجاهلة

في يوم من الأيام عدت من مدرستي حزينة وفي يدي ورقة دعوة المجلس الأمهات بالمدرسة، مزقتها وأنا في طريقي إلى منزلی، فلا داعي أن أريها لأمى، فهي أصلا لا تقرأ، ولا داعي أن أجعلها تحضر المجلس فأنا أخجل من أن أعرفها على صديقاتي ومعلماتي في المدرسة وهي مجرد ربة منزل جاهلة غير مثقفة، قطعت الدعوة ورميتها في الشارع والألم يمزق صدری. فمنذ دخولي هذة المدرسة وأنا أحاول بكل الطرق الممكنة أن أمنع صديقاتی من لقاء أمي أو رؤيتها حتى ولو بالصدفة، ولكن اليوم التحدي أصعب بالنسبة لي، فقد فزت بمركز الطالبة المثالية على مستوى المدرسة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم تكریمی فيها في حفل الأمهات، تمنيت بالفعل من داخلى أن تحضر أمی وتشاركني تكریمی وفرحتي، ولكن ليست أمي هذة، تمنيت أم أخرى، أم جميلة ومثقفة ومتعلمة، أفتخر بها أمام صديقاتي ومعلماتي، ولكن أمي أنا لا أريدها أن تحضر بالتأكيد .
دخلت البيت والأفكار مازالت عالقة بذهني، وكنت شاردة فسألتني أمي بعطف ما بك يا بنيتي هل أزعجك شيء اليوم في المدرسة ؟ شعرت برغبة شديدة في البكاء، كدت أصرخ في وجهها وأقول لها أنت من يزعجني وجودها .. أنتي مشكلة الكبيرة في هذة | الحياة، ولكني فضلت الصمت وأجبتها لاشئ يا أمي فقط أنا متعبة قليلا من الدراسة، فقالت لى أمي حسنة ارتاحي في غرفتك وأنا سأحضر لك الغذاء، شكرتها ورفضت الطعام، توجهت فورة إلى غرفتي غيرت ملابسي وتوضأت وأديت صلاتي وجلست على سريري أفكر .. نظرت حولى وجدت غرفتي نظيفة ومعطرة بأجمل عطر، إنه العطر الذي تعلم أمي إني أحبة، مسكينة أمي أنها تتعب كثيرة من أجلى، فعلى الرغم من كبر سنها وتعبها إلا أنها تنظف غرفتي كل يوم وتحضر لى الطعام وتغسل ملابسي دون تعب أو ملل أو حتى شكوى، شعرت بصراع داخلي، صوت بداخلي يقول أمك حبيبتك تتعب من أجلك تفعل كل ما هو خير لك، وصوت آخر يقول أنا أخجل منها فهي جاهلة وغير مثقفة ولا يمكنني أن أجعل معلماتی تقابلها، فهى مثيرة للسخرية، إنظری لطريقة كلامها ولبسها، كيف ستراها صديقاتك وهي على هذة الحالة وكل أمهاتهن على قدر عظيم من العلم والأناقة والثقافة، بالتأكيد سيسخر منها ومنك وهذا ما كنت تحاولين تجنبه كل تلك السنين الماضية .
وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة وقد قررت بداخلى أن لا أخبر أمي عن الحفل، قابلت صديقتي نورة وكان يبدو عليها الحزن، سألتها عن ما يحزنها فأخذت تحكى لى وجعها وما يحزنها، تقول أن أمها قاسية جدأ لا تراها ولا تكلمها إلا نادرة فهي كثيرة المشاغل ودائما ما تفضل أشغالها ومكانتها الإجتماعي على إبنتها، لا تجلس معها ولا تتحدث إليها، وإذا جاءت إلى المنزل تدخل بوجه عابس غاضب دائما، تعجبت من كلام صديقتي وسألتها كيف لا تريها، فأجابتني أنها تعمل وتقضي كل اليوم في حضور المناسبات الإجتماعية الهامة أو الذهاب للنادي وتعود ليلا إلى المنزل متعبة تنام على الفور، ودائما ما تكون متعبة ومتوترة لا تستمع إلى ولا تسألني عن حالى. وأخذت نورة تبكي وهي تكمل
حکایتها قائلا أنها بالأمس تشاجرت مع أمها فقالت لها أمها أنها لا تحبها وتكرهها وتتمنى ألا تراها أمامها مرة أخرى، حتى تتمنى أن تموت هي وأخواتها لترتاح من هذا الهم . أصابتني صدمة شديدة وأنا استمع إلى حكاية نورة، توقفت عن الإستماع إلى صوت نورة رغما عني، وأخذ يجول بداخلي خیال أمي وكل معاناتها وتحملها من أجلى، حنانها وشوقها إلى كل يوم وانا عائدة من المدرسة تسألني عن حالي وشكوتي وتستمع إلى لا تريد إلا أن أكون دائما بخير وسعادة، أخذت أقارنها بوالدة نورة المثقفة الأنيقة، هذة المرة بالتأكيد رجحت كفة أمي الأم الحنونة العطوفة التي منحت كل شيء وأغلى شيء لا يشترى وهو الحب. وفي يوم مجلس الأمهات مسكت يد أمی بقوة في ساحة المدرسة وأخذت أعرفها على صديقاتي ومعلماتي وكلي فخر وإعتزاز أنها أمي الغالية ، هي امرأة بسيطة وغير متمدنة ولكنها في نظري أعظم وأشرف أم في الوجود .. يكفي أنها أمي وكفى.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
أجمل القصص و العبر © 2014. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top